فلسفة مجتمع ونظرة قاتله

كنت أشرح الدرس ... مستمتعا بحصتي ... فجأة انطرق الباب .. وإذا بمدير المدرسة ..
السلام عليكم .. وعليكم السلام .. لو سمحت تعال أريدك دقيقة .. خرجت وعلامات الاستفهام تدور بمخيلتي .. ماذا يرد مني ..
قال : من عريف الفصل الذي رشحته ؟
قلت : فلان .
قال : أما تعلم بأن ذاك الطالب خريج سجون !!
قلت : وما الضير في ذلك ؟
قال : في طلاب أفضل منه .
قلت : نعم , كلامك صحيح , ولكني أريد أن يكون هذا الطالب عريفاً للفصل .
حاول إقناعي لكن دون جدوى ... مر علي أكثر من معلم كذلك يحذروني من هذا الطالب ... لكني مازلت متمسكاً برأيي ...
... لست أنا ممن يستبد برأيه ... لكن هناك سبب في تمسكي برأيي


كان ذاك الطالب ... أكبر سناً من الطلاب الموجودين في الفصل .. . لقد جار عليه الزمان .. وجارت عليه نظرة المجتمع .. وأصبح منبوذاً تذروه الرياح بين أفواه الخلق ... أغلب المعلمين أشاروا عليه بالفشل .. بسبب تدني مستواه التحصيلي بدرجة ملفته للنظر ...


بما أني رائداً للصف حاولت أن أجد لهذا الطالب مخرج .. " لست منقذاً ولست الأفضل ولكنه واجب إنساني قبل أن يكون جانب من عملي "


أتى الاختبار النصفي ... تفاجأت بالنتيجة ... حصل الطالب على درجة كاملة في مادتي التي أدرسها ... سررت بذلك ... وسررت أيضاً لأني نجحت في تعاملي معه ...


ولكن ... في نهاية العام .. جاءني الطالب مودعاً ... وعلامات الحزن في وجهه !! فقلت ماذا بك ؟

قال : لقد أخفقت في أغلب المواد .. ولم يعد لي بقاء في هذه المدرسة ، لكبر سني .

كان الموقف صعباً بالنسبة لي ... لم يكن بوسعي أن أعمل له شيئاً ...


ودعته... أتمنى أن أراك بأحسن حال .. ذهب وذهبت معه مبحراً في تساؤلات لا أجد لها إجابات شافية ..